"بلساس II" في هذه اللوحة، تستريح القوارب المهجورة على ضفاف الزمن، متكئة على بعضها كرفاق تقاسموا البحر والأمواج ثم رست بهم الرحلة على اليابسة. ألوانها الباهتة تحكي قصص الرياح العاتية والليالي الطويلة، فيما ينعكس صدى أمجادها القديمة في الماء الساكن بجوارها. تبدو وكأنها تتنفس بصمت، تتذكر أيامها حين كانت تبحر بثبات وسط المحيط، تحمل الحكايات والمسافرين.
الأفق البعيد يحتضن المشهد بلمسة من الحنين، حيث تندمج اليابسة بالماء في لقاء أبدي، وكأن الطبيعة تهمس لهذه القوارب بأن الراحة بعد العاصفة هي قدر محتوم. على الضفاف، تتراقص الأعشاب مع نسيم هادئ، وكأنها تواسي القوارب المنسية، تذكرها بأن الجمال يكمن حتى في النهايات.
ليست هذه مجرد لوحة، بل قصيدة بصرية تحتفي بالزمن، بالرحلات التي انتهت، وبالهدوء الذي يعقب العاصفة. قطعة فنية تلهم التأمل، تروي حكاية الصمود، وتذكر بأن كل شيء، حتى البحر، يجد في النهاية مرفأً للراحة.