"مارينا II" في هدوء الميناء، يتهادى القارب الأزرق على صفحة الماء، يعكس ظلّه على سطحٍ يموج بالضوء والانعكاسات. السفن من حوله تستقر في صمت، كأنها تتنفس ببطء بعد رحلات طويلة، بينما تلوح في الأفق قباب المدينة، تراقب المشهد من بعيد، شاهدةً على قصص البحر التي لا تنتهي.
الحبال المتدلية، الأشرعة الخافتة، وهيكل القارب المتين تروي عناد الموج ورغبة البحر في احتضان كل من يغامر في أعماقه. الماء يعكس السماء والمراكب، يذيب الحدود بين الواقع والحلم، ليجعل المشهد لوحةً مزدوجة بين فوق وتحت، بين الثابت والمتغير.
هذه اللوحة ليست مجرد صورة لقارب في الميناء، بل قصيدة عن الترقب والمغامرة، عن السكون الذي يسبق الإبحار، وعن الأفق الذي يبقى دائمًا دعوة مفتوحة لمن يجرؤ على المضي قُدمًا.