"لوحة الغروب II" يرتسم المشهد كحلمٍ ساحر على صفحة البحر، حيث تتراقص خيوط الشمس الأخيرة فوق الموج، تاركةً أثرها اللامع كأنها وشاحٌ ذهبي يلف المكان. القوارب العتيقة، بلونها الأزرق المتعب، تستلقي على سطح المياه الهادئة، وكأنها تهمس بسرّ البحر العتيق. بعضها يرسو بهدوء، وبعضها يترنح في انتظار رحلة جديدة، بينما تنعكس ظلالها على الموج كأشباحٍ حنونة تراقب مغيب الشمس.
في الأفق، ترتفع ملامح المدينة، صامتةً خلف ضباب المساء، كذكرى باهتة تحتضنها الجبال التي تمتد كحارس أمين. السفن البعيدة، بأشرعتها المتناثرة، تبدو كقصص لم تكتمل، تنتظر أن ترويها الرياح مع كل موجة.
كل لمسة لون في هذه اللوحة تنطق بحكاية، من الأزرق العميق الذي يلف القوارب، إلى الذهبي الدافئ الذي يبعث في الماء روح الحياة. إنها ليست مجرد مشهد، بل لحظة خالدة من الزمن، حيث يلتقي الحنين بالبحر، وتهمس الشمس بوداعٍ هادئ قبل أن تنسحب خلف الأفق.