"جدول مائي" تحت سماء يلفها الضباب، ترسو السفن على صفحة الماء، شاهدة على تاريخ من الرحلات البعيدة، والصراعات التي خاضتها الأمواج. ظلال البحّارة الجالسين على الضفة تضيف إلى المشهد عمقًا إنسانيًا، كأنهم يحكون قصص البحر التي لا تنتهي، أو ينتظرون سفنهم التالية لتحملهم نحو مغامرات جديدة.
في الخلفية، تلوح قباب المدينة العتيقة، متوارية خلف طبقات من الزمن والضوء الخافت، وكأنها تراقب بصمت ما يجري على الميناء. انعكاسات الماء المتموجة تمحو الحدود بين الواقع والذكرى، حيث يبدو كل شيء معلقًا بين الماضي والحاضر، بين الصخب والهدوء.
هذه اللوحة ليست مجرد مشهد بحري، بل سرد بصري لحكايات البحر والرجال الذين لا يستطيعون الابتعاد عنه. إنها قطعة فنية تتنفس عبق الموانئ القديمة، وتهمس بأسرار السفن التي لا تتوقف عن الإبحار حتى وهي راسية.